رآها وردة بين عشرات الورود يداعبها النسيم العليل فتتمايل يمنة ويسرة بدلال فتنته بعبيرها وسحرها
وجمالها الأخاذ اندفع نحوها بخطوات بطيئة متأنية وامتدت يداه إليها في غاية الحذر داعبت يداه أوراقها
بعناية كاذبة حتى اطمأنت إليه فنجح في قطفها برضاها رغما عن كل الأشواك التي نذرت نفسها لحماية
الوردة من كل عابث .ذهلت الأشواك لما رأينه من قبول الوردة وإسراعها لاحتضان يد الغريب .
تخيلت الوردة أن هذا الغريب إنما جاء ليحررها من قيودها المزعومة ولم تنتبه إلى المصير المحدق
بها والذي ينتظرها ويتوعدها . نعمت الوردة بسعادة مؤقتة وحرية وهمية زائفة بعيدا عن أشواكها وما
هي إلا ساعات قليلة حتى بدأت علامات الذبول تظهر على الوردة لتنذرها بالموت القريب الأكيد .
عندها استنجدت الوردة بذلك الغريب الذي أطلق ضحكة وهو يرى وردته تحتضر لم يكترث لتوسلاتها
بل نظر إليها وقال ساخرا : كثرة الشم قد أضاع شذاك . وسرعان ما رمى بتلك الوردة في الطريق وداس
عليها بأقدامه ليقضي على آخر أنفاسها. ومضى يبحث من جديد عن وردة أخرى يسلبها حياتها .
والأن لقد شاطرت الفتاة الوردة في كثير من النواحي الجمالية كالرقة والنعومة والصفاء والدلال الأمر
الذي جعل الكثير يسمي الفتاة بالوردة .
أختي الحبيبة همسة في قلبك : كوني وردة ولكن حذاري أ ن يكون لك نفس مصير الوردة السابقة
حذاري أن تكوني وردة ساقطة سهلة المنال كوني وردة شامخة صامدة لا يصل إليها إلا من يستحقها
حتى لا ينتهي بك الحال بأن تداسي بالأقدام وتتلطخي بالأوحال . اعلمي أخيتي أنه من تلك الأشواك
التي تحيط بك تستمدين عزك ومجدك وكرامتك . فحذاري أن تخدعي .....
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . اللهم احفظ بنات المسلمين من عبث العابثين
قولوا آمييييين وأنا أنتظر ردودكم